مفهموم اللانهاية هو مفهوم نظري مجرد قد يستعصي على الفهم ربما ﻷن الذهن يلجأ إلى المقارنة مع المعروف والمحسوس ولربما تخيلنا اللانهاية (في الكبر) على أنها شئ كبير جداً وهذا خطأ, فمهما كبر الشئ فإنه يبقى قريباً إلى العدم بالمقارنة مع اللانهاية, ففي الرياضيات حاصل قسمة أي محدود على اللامحدود (اللانهاية) هو صفر. من ذلك أن سرعة الضوء تبدو لنا هائلة وذلك بالمقارنة مع ما نعرف, وأظن أن سرعة الطائرة تبدو هائلة لمن لايعرف غير سرعة اﻹنسان والحيوان. عملياً فإن كون سرعة الضوء محدودة تعني أن أنه يمكن أن نتأمل في الوصول إليها يوماً ما, بين تتطلب السرعة اللانهائية إستطاعة لانهائية لا يبدو أنها في متناولنا.
في اﻹتجاه المعاكس, مهما بدت الذرة صغيرة, فإنها كبيرة جداً إذا نظرنا إلى المسافة بين إكتروناتها السطحية ونواتها, ولكن حتى اﻹلكترون هو شئ ضخم جداً بالمقارنة مع اللا متناهي في الصغر وفي الرياضيات حاصل قسمة المحدود على اللامتناهي في الصغر (الصفر) هي اللانهاية (في الكير). غالباً مايُعرض مفهوم اللانهاية كما سبق من خلال اﻷشياء ولربما كان عرضه من خلال حركة اﻷشياء وتكرارها أقرب إلى الذهن, فقد يسهل تصور تدفق مياه نهر دون توقف أو تكرار حركة ناعورة المياه عليه أبد الدهر (إن صح القول) ولا أعطي مثلاً دوران عقارب الساعة مثلاً كونها تعتمد على مصدر طاقة محدود لا بد أن ينفذ وإن كان هذا المثال أيضاً يقرب ﻷذهاننا مفهموم اللانهاية كحركة دائمة لا تتوقف. اللانهاية قد تكون أحد أمثلة اﻷنظمة اللاخطية, مين حيث أنها تخضع لقوانين مختلفة, كما أكتشفت الفيزياء الكمية أن اللامتناهي في الصغر يخضع لقوانين مختلفة عن قوانين الفيزياء العادية. من غرائب قوانين اللانهاية خاصة الثبات, فحاصل جمع لانهايتين أو أكثر, وبشكل أعم ضرب اللانهاية بعامل ما هو اللانهاية ولا يمكننا القول أن الناتج أكبر من اﻷصل, فهي اللانهاية نفسها حتى لو ضربنا بلانهاية أو رفعناها إلى ما شئنا من القوى المتكررة وحتى لو كانت هذه بدورها لا متناهية فالنتيجة نفسها و لا يمكن أن نقول أنها أكبر. بشكل أعم مقارنات اللانهايات لا معنى لها وحتى إن تكلمنا عن لا نهايات متعددة, بعدد قد يكون لا نهائي, فإنها كلها واحدة. الطرح من اللانهاية يؤدي إلى نفس النتيجة, أما المعضلة فتظهر في التقسيم: قسمة لا نهاية على لانهاية هي "لا تعيين" وهذا لا يعني "لاتحديد" بمعنى أنه غيره موجود أو أنه قد يحمل عدة إحتمالات, وإنما هي قيمة واحدة موجودة ولكن لا يمكن معرفة ما هي. مثال ذلك لو تخيلنا قسمة مياه النهر الجارية على إعتبارها كمية لانهائية على عدد لا نهائي من الناس, فسيحصل كل منهم على كمية محددة, ليست لا نهائية, ولكن لا يمكن معرفة كم هي ولتقريب مفهوم اﻹستحالة هذا يمكن لنا أن نقو أن عملية التقسيم نفسها تستلزم وقت لانهائي وإنما عند إنتهائها (فقط للتقريب, فقد ذكرت للتو أنها لا تنتهي) سيكون كا إنسان قد حصل على قدر معين من المياه. من عجائب الرياضيات الرمزية )والمغالطات الغريبة والخطيرة في إستعمالها) إستخدام نفس رمز اللانهاية للتعبير عن اللاتعيين وذلك فقط ﻷن هذا اﻹستخدام يخدم بعض البراهين! |